
العينات, 2023
باول جرزيلاك
بواسطة
في عام ١٩٦٠، حققنا إنجازًا تاريخيًا بوصولنا إلى أعمق نقطة معروفة على سطح الأرض - قاع خندق ماريانا، الذي يقع على عمق ١٠٩١٦ مترًا. كنا، كعلماء، نفترض منذ زمن طويل استحالة بقاء الكائنات متعددة الخلايا في بيئة قاسية كهذه. ولكن، ولدهشتنا، وجدنا أن أعماق البحار تزخر بالحياة، وأن العديد من الأنواع لا تزال تنتظر اكتشافها.
ننتقل سريعًا إلى يومنا هذا، لأجد نفسي أستكشف آفاقًا جديدة من الاكتشافات - العالم الرقمي. "العينات" هي مجموعة من ثلاثة كائنات خيالية مُولّدة إجرائيًا ومتحركة، مستوحاة من كائنات أعماق البحار المكتشفة في خندق ماريانا. باستخدام مزيج من الأنماط والسلوكيات والهياكل من هذه الكائنات، إلى جانب المظهر الغريب للتصوير المجهري، ابتكر الفنان أشكالًا حية رقمية جديدة تطمس الحدود بين العلم والفن. بينما أدرس كلًا من المخلوقات الثلاثة في معرض "نماذج"، أُذهل بالأنماط والحركات المعقدة التي تُحاكي السلوكيات المعقدة لنظرائها في الحياة الواقعية. من الأغصان المتوهجة إلى الأجساد النابضة بالحياة ذات المجسات، يُمثل كل مخلوق إبداعًا فريدًا يأسر خيالي ويثير الدهشة.
ما أراه مثيرًا للاهتمام بشكل خاص في معرض "نماذج" هو كيفية إبرازه للترابط بين أشكال الحياة المختلفة. فعلى الرغم من الاختلافات الكبيرة في الحجم والبيئة بين مخلوقات أعماق البحار في خندق ماريانا والإبداعات الرقمية للفنان، إلا أن هناك أوجه تشابه واضحة في شكلها ووظيفتها. ومن خلال الجمع بين هذين العالمين، يُشجعني معرض "نماذج" على تجاوز منظوري المحدود وتقدير تنوع الحياة وتعقيدها بجميع أشكالها.
يُعد معرض "نماذج" شاهدًا على السحر والعجب الدائمين اللذين لا يزال أعماق البحار يُلهماننا بهما، حتى مع خوضنا آفاقًا جديدة من الاستكشاف في العالم الرقمي. بفضل قوة الفن والتكنولوجيا، ابتكر الفنان مجموعة فريدة ومذهلة من المخلوقات التي تتحدى تصوراتي حول ما يعنيه أن تكون على قيد الحياة وتذكرني بالاحتمالات التي لا نهاية لها للاكتشاف والإبداع التي تنتظرنا.